شارك سعادة المهندس عبد النبي منار، مدير عام المنظمة العربية للطيران المدني بالدورة السادسة والخمسين للجمعية العامة للاتحاد العربي للنقل الجوي والتي عقدت بمدينة الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية خلال الفترة من 30 أكتوبر إلى فاتح نوفمبر 2023. وقد حضر هذه الجمعية ما يزيد عن 200 ممثل عن سلطات الطيران المدني وشركات النقل الجوي العربية والمنظمات الدولية والإقليمية وصناعة الطيران وقطاع الإعلام المتخصص في النقل الجوي.

سعادة الأمين العام للاتحاد العربي للنقل الجوي في معرض تقريره عن حال الصناعة، أشار إلى أن المنطقة العربية كانت الأسرع عودة إلى وضع ما قبل الوباء من حيث حركة النقل الجوي، بالرغم من ارتفاع أسعار الوقود (+12%)، والتوترات الجيوسياسية بعد الحروب في أوكرانيا والحرب الدائرة في المنطقة. كما تطرق سعادته لأولويات استراتيجية اللجنة التنفيذية للاتحاد والتي تتجلى في التحول الرقمي لتسهيل السفر وكذلك إزالة الأثر البيئي للطيران تدريجيا، بتنفيذ نظام كورسيا وتحقيق الهدف الطموح طويل الأمد لعام 2050، المتمثل في تخفيض انبعاثات الكربون إلى الصفر.

المدير العام والرئيس التنفيذي للاتحاد الدولي للنقل الجوي بدوره نوه بالشراكة المتينة بين الاتحادين ( العربي والدولي) لمدة 56 سنة، وتناول المجالات الحالية والمستقبلية للنقل ومن ضمنها معالجة إيرادات شركات الطيران بالإفراج عن الأرصدة المجمدة، إنشاء قاعدة لبيانات السلامة، ومبادرة إياتا إزي باي مع عدد من شركات النقل الجوي العربية، ومبادرة اعتماد معايير التجزئة الحديثة في قطاع الطيران من حيث الانتقال إلى العروض والطلبيات التي انضمت إليها أيضا بعض الناقلات العربيةّ، ومبادرة "25 بحلول 2025" بهدف تحسين المساواة بين الجنسين في قطاع الطيران. كما أشاد سعادة أمين عام الاتحاد الدولي بالدعم الهام الذي يحظى به نشاط النقل الجوي من قبل المملكة العربية السعودية من خلال رصد استثمارات واسعة لقطاع السياحة والبنى التحتية والرفع من عدد شركات الطيران، ومراجعة اللوائح المرتبطة بنظام الرسوم لتعزيز البيئة التنافسية بمطارات المملكة، والعمل على وضع إطار اقتصادي مستقل.

التحديات المستقبلية لنشاط النقل الجوي تم التطرق إليها أيضا، وخاصة مواصلة الجهود لتعزيز السلامة، وتقاسم المسؤولية فيما يتعلق بتأخير الرحلات الجوية، وتوفير خانات زمنية كافية للشركات الأعضاء والعمل على انتاج أكثر للوقود البديل والمستدام سعيا في تحقيق الحياد المناخي في قطاع الطيران.

مدير عام المنظمة العربية للطيران المدني أشار من جانبه إلى أنه بعد استعادة حركة النقل الجوي لمؤشراتها المسجلة قبل الجائحة، فإن التوقعات الطويلة الأمد لا تختلف عن مثيلاتها السابقة، حيث أن آخر التوقعات تشير إلى أن عدد المسافرين خلال العشرين سنة المقبلة سيقارب ضعف ما هو عليه حاليا وهو ما سيتطلب أسطولا من الطائرات يتراوح بين46500 و48900 طائرة ذات سعة تتجاوز مائة مقعد، علما أن الأسطول بلغ 24510 طائرة نهاية 2022 في الوقت الذي يتوقع أن يتجاوز أسطول الناقلات العربي 3500 طائرة سنة 2042. إلا أن هذه التوقعات تظل رهينة برفع التحديات التي يواجهها القطاع وخاصة التخفيض من انبعاثات الكربون الناتجة عن نشاط النقل الجوي والاستعمال الأمثل لتكنولوجيا المعلوميات في الخدمات الجوية، مع مواصلة العمل على الرفع من مؤشرات سلامة وأمن الطيران المدني.

كما شدد على ضرورة مضاعفة التنسيق بين الاتحاد العربي للنقل الجوي والمنظمة العربية للطيران المدني لتفعيل اتفاقية دمشق لتحرير النقل الجوي بالدول العربية وفقا لقرار القمة العربية الثانية والثلاثين، وإدخال اتفاقية الإعفاءات من الضرائب والرسوم لمعدات وأجهزة النقل الجوي بعد اعتمادها من قبل مجلس وزراء النقل العرب في دورته السادسة والثلاثون المنعقدة بجمهورية مصر يوم 24 أكتوبر 2023.

كما أثار سعادته موضوع الوقود المستدام والوقود البديل الذي يعد بدوره أهم التحديات التي يواجهها العالم العربي بشكل عام، وقطاع النقل الجوي بشكل خاص، والذي سيعرف مستجدات خلال مؤتمر الإيكاو الثالث نهاية شهر نوفمبر المقبل بدبي، وهو ما يستوجب مواصلة التنسيق بين المنظمة العربية للطيران المدني والاتحاد لتوحيد المواقف والحفاظ على مصالح الدول العربية الجمعية العامة للاتحاد اختتمت أشغالها باعتماد قرار حول الطيران والاستدامة البيئية، يدعو الحكومات إلى الالتزام بالاتفاقيات التي تبرمها فيما بينها عند تناول موضوع تغير المناخ لكون هذا الأخير ذا طابع عالمي، وكذلك تطوير البنى التحتية ومحركات الطائرات، وتسجيل المشاريع البيئية للدول في منظمة الطيران المدني الدولي تيسر إصدار شهادات تعويض الكربون.

هذا القرار يدعو الدول أيضا إلى أن تتضمن مخرجات المؤتمر الثالث للإيكاو حول وقود الطيران المستدام، مبادئ ترتبط بسياسات إنتاج واستخدام وقود الطيران المستدام والمنخفض الكربون، واحتساب وقود الطيران المستدام، وتوحيد معايير شهادات هذا الأخير.