عقدت المنظمة العربية للطيران المدني يومي 19 و20 ماي 2022 بالرباط، الدورة الـ 27 لجمعيتها العامة، والتي توجت بتجديد الثقة في المهندس عبد النبي منار مديرا عاما للمنظمة لولاية ثانية.

وعرفت الدورة الـ 27 التي ترأستها الجمهورية اللبنانية، مشاركة ممثلي الدول الأعضاء بالمنظمة، ومنظمات وهيئات دولية وإقليمية ودول صديقة كدولة ماليزيا ودولة سنغافورة.

شهدت الجلسة الافتتاحية الوقوف دقيقة صمت حدادا على روح الشيخ خليفة بن زايد آل النهيان فقيد دولة الامارات العربية المتحدة، تلى ذلك كلمات لأصحاب المعالي والسعادة رؤساء الوفود، فيما تم توقيع برنامج مشترك بين المنظمة العربية للطيران المدني ومؤتمر الطيران المدني الأوروبي ECAC ومذكرة تفاهم حول التدريب مع سلطة الطيران المدني لسنغافورة ومذكرة تفاهم بين المنظمة والمكتب الصيني للملاحة عبر الأقمار الصناعية.

وفي معرض كلمته نوه معالي رئيس الجمعية العامة بالجهود التي قامت بها المنظمة العربية للطيران المدني بكافة أجهزتها التشريعية والفنية وكذلك إدارتها العامة، والتي توجت باعتماد استراتيجية المنظمة للسنوات المقبلة، والمصادقة على الهيكل التنظيمي للإدارة العامة، وتحديث نظام عمل اللجان الفنية والعمل الآلية التي تبنيناها لتنسيق وتوحيد مواقف الدول الأعضاء، سعيا منها في المساهمة الفعالة في جهود المنتظم الدولي وخاصة منظمة الطيران المدني الدولي.

 كما نوه أيضا بالدور الذي قام به معالي أمين عام جامعة الدول العربية لتحقيق هذه الإنجازات، وكذلك للدفع بالمبادرة حول التسريع بعملية انتعاش النقل الجوي بالدول العربية، التي قامت بها منظمتنا بتعاون مع الإتحاد العربي للنقل الجوي والمنظمة العربية للسياحة والإتحاد الدولي للنقل الجوي.

معربا عن أمله في استعادة نشاط النقل الجوي بعد أن فتحت معظم الدول الأعضاء حدودها بفعل تحسن الوضع الصحي من حيث عدد الإصابات والفيات وكذلك عدد الملقحين.

مؤكدا التزام جمهورية لبنان بالعمل بتعاون مع أعضاء المنظمة العربية للطيران المدني لتأمين نقل جوي آمن وفعال وتنافسي على المستوى الإقليمي والدولي، يضطلع بدوره في تحقيق التنمية المستدامة لأجيالنا الحاضرة والمقبلة.

وبمناسبة توقيع مذكرة التفاهم مع المكتب الصيني للملاحة عبر الأقمار الصناعية، قال المهندس عبد النبي منار، المدير العام للمنظمة، إن موضوع الملاحة بالأقمار الصناعية أخذ حيزا مهما من أعمال المنظمة، وذلك مواكبة لمدى الاهتمام التي خصته به منظمة الايكاو، حيث يشكل محورا أساسيا في مفهوم الاتصالات الملاحة الاستطلاع/ إدارة الحركة الجوية وتوجها رئيسيا في الخطة العالمية للملاحة الجوية.

وأضاف ان المنظمة عبر أجهزتها المختلفة، عملت على المشاركة في مجموعة من الدراسات الفنية والميدانية حول استعمال الأقمار الصناعية في الملاحة عبر الأجواء عند الاقتراب من المطار ولذى الهبوط على المدرجات، مما أثمر عن عدة إنجازات، ذكر من أبرزها "تطوير خطط وطنية لتطبيق الملاحة عبر الأقمار الصناعية، متضمنة تحليل التكاليف والفوائد، اجراء تجارب تشغيلية كاملة  للهبوط على المدرجات (مطار الحسيمة بالمغرب) بواسطة الأقمار الصناعية، متضمنة تصميم الإجراءات، تحليل السلامة ومدى مردودية المشروع، وكذلك العديد من الأنشطة التدريبية المنظمة على مدار عقد من الزمن لبناء القدرات الدول العربية في هذا الميدان".

وأبرز المهندس منار، انه في عام 2015 اعتمدت المنظمة الاستراتيجية العربية في ميدان الملاحة عبر الأقمار الصناعية مرتكزة على نظام الدعم القائم على المحور الفضائي (SBAS) كما بلورت خطة طريق لتنفيذه قائمة على البعد القريب (استعمال الإشارات المتوفرة لSBAS) البعد المتوسط (الهادف لاستعمال المحطات الأرضية من الصنف الجديد) والبعيد القائم على بنية تحتية مستقلة.

وخلص المدير العام للمنظمة انه وعيا بأهمية هذه الخطوة والأهداف المتوخاة من خلالها، فإن المنظمة العربية للطيران المدني لن تدخر جهدا في دعم هذا الاتفاق والسعي لإنجاح مساعيه في سياق وتناغم يخدم المصلحة المشتركة وللرقي بقطاع الطيران، وذلك في إطار السياسة العامة للمنظمة العربية للطيران المدني التي جوهرها تعزيز الشراكة مع الجهات والمكاتب الخارجية بهدف الوصول الى نقل جوي آمن وسليم ومنتظم ومشارك في التنمية المستدامة.

جدير بالذكر أن هذه الدورة عرفت مناقشة مجموعة من المواضيع تمثلت بالأساس في متابعة قرارات وتوصيات الدورات السابقة للجمعية العامة وللمجلس التنفيذي، زيادة على دراسة مختلف توصيات اللجان الفنية للمنظمة وكذا اعتماد اللائحة العربية المرشحة لانتخابات مجلس منظمة الطيران المدني الدولي (الايكاو)، وتجديد الثقة في المهندس عبد النبي منار مديرا عاما للمنظمة لولاية ثانية.

كما تم خلال هذه الدورة اعتماد موازنة المنظمة للسنتين الماليتين 2023-2024، والموافقة على تقارير الحسابات الختامية للمنظمة وتقارير هيئات الرقابة المالية للمنظمة.