شاركت المنظمة العربية للطيران المدني، في أعمال الدورة الـ 34 لمجلس وزراء النقل العرب المنعقدة بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بالعاصمة المصرية القاهرة، خلال الفترة 18-20 أكتوبر 2021، بوفد ترأسه سعادة مدير عام المنظمة المهندس عبد النبي منار.

وضمن الكلمة الافتتاحية لمعالي الفريق مهندس كامل الوزير، وزير النقل المصري، رئيس المكتب التنفيذي لمجلس وزراء النقل العرب، والتي استهلها بنقل تحيات فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، وتمنياته الطيبة بأن تكلل أعمال اجتماعات هذه الدورة بالتوفيق والنجاح ، منتهزا معاليه هذه المناسبة للتوجيه للجميع بأصدق التهاني وأطيب التمنيات بذكرى المولد النبوي الشريف، داعياً الله تعالى أن يعيد هذه المناسبة الكريمة على أمتنا العربية بالخير والمزيد من التقدم والازدهار.

وأضاف الوزير: أود أن أعبر عن شكري للسيد وزير النقل اليمني على جهوده خلال فترة توليه رئاسة مجلس وزراء النقل العرب، وأتوجه بالتهنئة إلى زميلي وزير النقل الأردني بمناسبة توليه رئاسة المجلس، متمنياً له التوفيق والنجاح في مهمته، ولا يفوتني أن أتوجه بالشكر الجزيل إلى الأمين العام للجامعة العربية والأمين المساعد للشؤون الاقتصادية على الإعداد المتميز لاجتماعنا اليوم لتحقيق النتائج المرجوة، مشيراً إلى التعبير عن تقديره الكبير لأصحاب المعالي وزراء النقل العرب ورؤساء وأعضاء الوفود على المشاركة في أعمال هذه الدورة ومناقشة الموضوعات والقضايا المعروضة في ظروف صعبة وتحديات غير مسبوقة فرضها خطر فيروس كورونا.

وأشار معاليه إلى أن النقل أصبح من أهم عناصر التطور في العالم حاليا، بل هو العامل الرئيسي المؤثر على النمو الاقتصادي والاجتماعي، حيث تعتمد كل القطاعات الاقتصادية على البنية التحتية لنظم النقل المختلفة وتوفير الشبكات والربط بينها وتسهيل إجراءات حركة نقل البضائع وزيادة التبادل التجاري، بما يساعد على التنمية الاقتصادية ويشجع انتقال رؤوس الأموال للاستثمار في منطقتنا العربية، ويسهم في تيسير حركة المواطنين في التنقل في ما بين دولنا العربية لكل الأغراض الاقتصادية والتجارية والسياحية والتثقيفية والترفيهية والدينية والعلاجية، مبرزا الاهتمام الكبير الذي يوليه قادتنا لقطاع النقل والمواصلات باعتباره مقياساً لتقدم ونهضة الأمم ورفاهية المجتمع، الأمر الذي يستوجب معه التطوير المستمر والتوسع في خطط النقل من خلال رسم السياسات ووضع الاستراتيجيات واتخاذ الخطوات التي تسهم في تطوير هذا القطاع الحيوي المهم.

كما عبر وزير النقل اليمني عبدالسلام حُميد، رئيس الدورة السابقة لمجلس وزراء النقل العرب، عن شكره للأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيظ لدعمه المتواصل لمجلس وزراء النقل العرب والإعداد والترتيب والتنظيم والمتابعة لهذا لاجتماع.

مؤكدا معاليه أن النقل بمختلف قطاعاته يحتل حاليًا مركزًا محوريًا في أجندة واهتمامات دول العالم لما لهذا القطاع الحيوي من تأثير مباشر على قضايا التنمية الأقتصادية والاجتماعية وتقدم ورفاهية الشعوب، مشيرًا إلى أهمية تضافر الجهود في حكومات الدول العربية لتعزيز العلاقات والمصالح المشتركة والمشاريع البينية في قطاعات النقل المختلفة برًا وبحرًا وجوًا.

واستعرض وزير النقل اليمني جملة الصعوبات التي يتعرض لها قطاع النقل في اليمن والتي استهدفت البنية التحتية لقطاعات النقل المختلفة من الطرقات البرية والمطارات والموانئ، ما أضعف قدرتها وكفاءتها على أداء خدماتها بالشكل المطلوب.

هذا وقد أكد معالي السيد وجيه عزايزة وزير النقل الأردني رئيس الدورة الحالية للمجلس أهمية تبني استراتيجية عربية موحدة في مجال النقل تقوم على مفهوم المواءمة في بناء نموذج عربي كفء وفعال، يعتمد على التكنولوجيا مع بيئة تشريعية متوافق عليها بين الدول العربية.

كما أكد على ضرورة اعتماد المبادئ الحديثة للنقل المتكامل الذي يبنى على البدائل والاختيارات التي تتجاوز حدود الدول للإقليم والقارات.

وقال إن الأردن ينظر في خططه واستراتيجيته في مجال النقل من منظور عربي ويعمل على تحقيق التكامل بين الدول العربية في هذا المجال.

معالي وزير النقل والخدمات اللوجستية السعودي المهندس صالح بن ناصر الجاسر، أكد ضمن كلمته الافتتاحية أن بلاده أولت قطاع النقل والخدمات اللوجستية اهتماما كبيرا، منوها إلى أنه تم مؤخرًا اعتماد الاستراتيجية الوطنية لقطاع النقل والخدمات اللوجستية.

موضحا أن هذه الاستراتيجية تطمح إلى ترسيخ مكانة المملكة كمركز لوجستي عالمي ونموذج للتنقل المتكامل، مستهدفةً الوصول إلى المركز العاشر عالمياً في مؤشر الخدمات اللوجستية، كما تهدف إلى تعزيز مساهمة القطاع في الناتج المحلي الوطني إلى أكثر من 10% في عام 2030.

كما جدد معاليه الدعوة لوزراء النقل العرب إلى العمل سوياً لتعزيز العمل العربي المشترك وتنفيذ التوصيات التي تصدر من اجتماعات المجلس، بما يخدم جميع الدول الأعضاء، وأن يكون هذا القطاع الحيوي مُمكنا لجميع قطاعات التنمية في دولنا العربية.

وفي ختام كلمته وجه وزير النقل السعودي، الشكر إلى وزراء النقل العرب والوفود على المشاركة في اجتماعات المجلس وإلى الأمين العام لجامعة الدول العربية والأمانة العامة للجامعة في سبيل توطيد التعاون بين الدول العربية في مجال النقل ليؤدي دوره المأمول في تحقيق التكامل العربي.

وفي كلمة بالمناسبة ذكر الأمين العام المساعد رئيس قطاع الشؤون الاقتصادية بالجامعة العربية كمال حسن علي أن قطاع النقل العربي بأنماطه المختلفة كان من أكثر القطاعات تضررا من جائحة كورونا، ما يفرض تعزيز ودعم هذا القطاع الحيوي في مرحلة ما بعد الجائحة حتى يسترد عافيته ويساهم في النهوض بالمؤشرات الاقتصادية في منطقتنا العربية. وتابع أن الاجتماع سيستعرض العديد من القضايا التي تمس الجوانب الاقتصادية والسياسية والصحية ذات العلاقة بقطاع النقل العربي، ويبحث تعزيز تواجد الكتلة العربية داخل التكتلات الخارجية الاخرى مثل المنظمة البحرية الدولية ومنظمة الطيران المدني الدولي “الإيكاو”.

جذير بالذكر أن جدول أعمال الدورة، تضمن عددا من الموضوعات ذات العلاقة بقطاع النقل العربي، التي ناقشها وأصدر توصيات بشأنها المكتب التنفيذي للمجلس للنظر في اعتمادها، ومنها دعم الاقتصاد الفلسطيني، وتقرير الاجتماع الأول للجنة الفنية المشرفة على تنفيذ الاتفاقية العربية لتنظيم نقل الركاب على الطرق بين الدول العربية وعبرها، ومقترح لإنشاء منصة إلكترونية عربية شاملة للنقل بهدف المساهمة في تسهيل نقل التجارة بين الدول العربية، بجانب تحديث دراسة توحيد مواصفات الأبعاد والأوزان المحورية للشاحنات العاملة بين الدول العربية، والمقدمة من الاتحاد العربي للنقل البري.

كما تضمن جدول الأعمال مناقشة الصيغة النهائية للمسودة السادسة لمشروع اتفاقية تنظيم النقل البحري للركاب والبضائع بين الدول العربية للنظر في اعتمادها من قبل مجلس وزراء النقل العرب، ودراسة استرشادية بشأن مقترح لإقامة التجمعات البحرية الوطنية في الدول العربية، وتم بحث سبل تمويل دراسة الجدوى الشاملة لمشروع انشاء آلية عربية وقاعدة بيانات لدعم مجال صناعة إصلاح وبناء السفن في الدول العربية، لما لهذه الصناعة من عوائد اقتصادية متوقعة.

و تمت أيضا مناقشة الاتجاهات الحديثة في تطبيقات الذكاء الاصطناعي في قطاعات النقل واللوجيستيات ومستقبلها في المنطقة العربية، والدور الرائد للأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري في هذا المجال.

وفي مجال النقل الجوي تم التطرق لبند المبادئ العامة العربية لتوحيد إجراءات تسجيل واعتماد اللقاحات واستخدامها بين الدول العربية، وناقش المجلس تحت بند ما يستجد من أعمال بندا بعنوان "أمن الملاحة وامدادات الطاقة في منطقة الخليج العربي".

كذلك انتخب مجلس وزراء النقل العرب مكتبه التنفيذي للعامين القادمين "أكتوبر 2021 – أكتوبر 2023"، وتضمن التشكيل الجديد جمهورية مصر العربية رئيساً والمملكة العربية السعودية نائباً، وعضوية كل من الجمهورية التونسية، الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية، جمهورية السودان، جمهورية العراق، المملكة الأردنية الهاشمية، وجمهورية اليمن.

وتم الاتفاق على عقد الدورة القادمة الـ68 للمكتب التنفيذي لمجلس وزراء النقل العرب بتشكيلته الجديدة يومي 26 و27 من أبريل/ نيسان عام 2022، بمقر الأمانة العامة للجامعة العربية بالقاهرة.