الرباط-شاركت المنظمة العربية للطيران المدني في اجتماع "فريق عمل سياسات النقل الجوي"، المنعقد في بيروت عبر تقنية الاتصال المرئي، يوم 2 مارس 2021، والذي نظمه الاتحاد العربي للنقل الجوي.

وفي كلمة بالمناسبة، أشار سعادة المهندس عبد النبي منار، مدير عام المنظمة العربية للطيران المدني، ان الاجتماع يعقد في وقت يتسارع فيه العالم لتحقيق المناعة ضد وباء كوفيد 19 ولتيسير انتعاش الاقتصاد العالمي بفتح الحدود لانتقال الأشخاص والبضائع.

وأشاد سعادته بالنخبة الرفيعة المشاركة في الاجتماع، من رؤساء وممثلي اتحادات النقل الجوي العربية والدولية، والسيدات والسادة الخبراء، ونوه بالجهود المبذولة من لدن الأمانة العامة للاتحاد العربي للنقل الجوي للتنظيم الجيد لهذا الاجتماع، "راجيا من الله سبحانه وتعالى ان يحمي أوطاننا من هذا البلاء وان يرفعه عنا في أقرب الآجال".

وذكر سيادته أنه منذ سنة تقريبا والعالم يعيش أزمة صحية بسبب تفشي وباء كورونا الذي تسبب في إغلاق الحدود ترتبت عنه أزمة اقتصادية واجتماعية عالمية، "إلا أن هذه الأزمة شكلت فرصة لتعبئة جميع مكونات المنتظم الدولي لتدبير الأزمة أولا، ووضع مقاربة عالمية ثانيا انخرط فيها قطاع الطيران المدني الدولي بكل مكوناته من سلطات الطيران المدني والمنظمات والاتحادات العالمية والإقليمية وكذلك قطاع صناعة النقل الجوي، لانتعاش وتعافي قطاع الطيران المدني".

وأشار سعادته، قائلا:" "منطقتنا كانت سباقة لوضع اللبنات الأولى للتشاور وتنسيق الجهود لمواجهة هذه الأزمة لتتخذ بعدا عالميا تحت مظلة منظمة الطيران المدني الدولي، في إطار فريق الكارت (CART)، كما أننا قمنا بعدة مبادرات على مستوى الدول العربية الأعضاء في منظمتنا، وكذلك جامعة الدول العربية على مستوى مجالس وزراء النقل العرب ووزراء السياحة ووزراء الصحة، كان أولها اتخاذ قرارات وإجراءات لدعم شركات النقل الجوي العربية وذلك قبل متم شهر مارس 2020".

وأضاف سعادته: "للأسف لا زلنا نعاني من تفشي الوباء وآثاره المتفاقمة على قطاع النقل الجوي، وخاصة بمنطقتنا حيث عرف أكثر تراجعا مقارنة مع باقي المناطق الأخرى التي تتوفر على تكتلات إقليمية أو دول كبرى، وذلك لعدم توفرنا على سوق نقل جوي داخلي، وهو ما يطرح من جديد إشكالية تنفيذ اتفاقية دمشق لتحرير النقل الجوي بين الدول العربية".

وبخصوص فريق الكارت (CART)، أبرز سعادة المدير العام، انه بعد إعداد حزمتين من الإجراءات للانتعاش والتعافي، ينتظر خلال الأيام المقبلة وقبل نهاية هذا الشهر أن يعتمد مجلس الإيكاو النسخة الثالثة من هذه التوصيات والإجراء أهمها:

الإجراءات الصحية

بروتوكول تقرير الاختبار: يجب توحيد الإبلاغ عن نتائج الاختبار، بالأخذ بعين الاعتبار الإرشادات الموضحة في دليل إجراءات اختبار الإيكاو وتدابير إدارة المخاطر عبر الحدود .

توحيد شهادة الاختبار من قبل الدول بإصدار أدلة وثائقية للاختبار آمنة وموثوق بها وقابلة للتشغيل البيني دوليًا، مثل التي أصبحت ممكنة بناءً على دمج الختم الرقمي المرئي، بالاستناد لإرشادات منظمة الطيران المدني الدولي.

تشجيع أطقم الطائرة على الخضوع للتطعيم، حيث يمكن تقصير مدة العدوى ويمكن تقليل احتمالية الإصابة بمرض كبير أو الوفاة في الأفراد المحصنين الذين يصابون بالعدوى. مع إمكانية إعفاء أفراد الطاقم الذين تم تطعيمهم أو لديهم تاريخ من الإصابة بفيروس COVID-19 المؤكد في المختبر من برامج الاختبار

يكون إثبات التطعيم في سجل الوطني المعتمد. على ان تصدر الدول دليلا آمنا وقابلا للتشغيل البيني عالميًا

ممرات الصحة العامة

يتم تنفيذ ممرات الصحة العامة بينم الدول، بناء على الاعتراف المتبادل بتدابير تخفيف الصحة العامة التي نفذها كل طرف على مسار واحد أو أكثر. مع تشجيع الدول على تبادل المعلومات عن طريق  نموذج ممر الصحة العامة على CRRIC.

هذه الممرات تكون موضوع مذكرة تفاهم قائمة بذاتها نظرًا لطبيعتها الاستثنائية والمؤقتة. ولا يمكن اعتبارها تعديلاً لاتفاقيات الخدمات الجوية أو كسبب لإعادة المفاوضات المستقبلية بشأن هذه الأخيرة. كما أن إدراج بند بشأن التسجيل لدى منظمة الطيران المدني الدولي (بالإشارة إلى المادة 83) يعود لتقدير الأطراف.

وقد طورت الإيكاو تطبيقا يوفر إطارًا نموذجيًا قانونيًا وتشغيليًا لتطوير الترتيبات الثنائية أوالمتعددة الأطراف وفقًا لاحتياجات كل دولة وحالة الوباء. هذا التطبيق يسهل وضع نهج إدارة مخاطر السلامة معترف به بشكل متبادل على الممرات المحددة بموجب هذا الترتيب.

ستضطر إذا بلداننا لبذل المزيد من الجهود لإعادة فتح الخطوط الدولية من جديد، في الوقت الذي يتحتم تجاوز الإكراهات التي تعترض عملية المناعة ضد فيروس كوفيد 19 من خلا توفير اللقاحات.

إجراءات السلامة الجوية

ستستبدل منظمة الطيران المدني الدولي نظام CCRD بنظام الإعفاءات المستهدفة (TE : Targeted Exemptions ) في فاتح أبريل 2021 لتسهيل العمليات الدولية مع التخفيفات. لتسهيل الانتقال السلس، سيتم ترحيل المعلومات المقدمة من الدول إلى CCRD إلى نظام TE. كما سيتم تمديد نظام CCRD لمدة ثلاثة أشهر إضافية حتى 30 يونيو 2021. وسيظل نظام الإعفاء المستهدف قيد التشغيل طالما كانت هناك حاجة إليه، وسيتم تقديم إشعار مسبق لمدة ثلاثة أشهر قبل إغلاقه.

مذكرة تفاهم بين الدول الأعضاء في اللجنة الأمريكية اللاتينية حول تحرير الحرية السابعة لنشاط الشحن الجوي

بموجب هذه المذكرة، سيتم السماح ولفترة لا تتجاوز انتهاء عملية التلقيح، بممارسة حقوق النقل المرتبطة بالحرية السابعة لخدمات الشحن، سواء عبر الرحلات المنتظمة أو غير المنتظمة، لشركات الطيران في الدول التي توقع على مذكرة التفاهم، مع تكافؤ الفرص، دون قيود جغرافية أو تخص السعة. وقد وقعت عشر دول هذه المذكر شهر ديسمبر الماضي،

خلال الندوة التي نظمتها المنظمة العربية للطيران المدني بمناسبة الذكرى 25 لتأسيسها، اقترح رئيس مجلس الإيكاو في كلمته على الدول العربية الاقتداء بهذه المذكرة فيما بينها، ونحن الان بصدد التنسيق مع الاكو بهذا الخصوص.

وأكد سعادته على ما جاء في كلمة معالي الشيخ سلمان الحمود الصباح، رئيس الجمعية العامة للمنظمة العربية للطيران المدني، التي دعا فيها الدول الأعضاء إلى التنسيق والتشاور للتوصل إلى توافق حول التحديات المطروحة أمامنا، وإيجاد حلول جديدة تساعد السياسات الحكومية على تطوير القطاع الذي نشرف عليه، والاستجابة لتطلعات مرتفقي النقل الجوي العربي والدولي.

وأضاف سعادته، قائلا:" " قد يتم ذلك مرحليا برفع القيود التشغيلية على أساس النهج الثنائي وتحرير خدمات النقل الجوي وصولا الى سوق موحدة للنقل الجوي، عن طريق الانضمام للاتفاقية متعددة الاطراف لعام 2004 (اتفاقية دمشق) لتحرير النقل الجوي، وتنفيذها بما فيها قواعد اقتصادية وضمانات قانونية والتي من شأنها تمكين نشاطات الناقلات العربية بالعمل بخطط توسعية، وكذلك تشجيع الدول العربية على التوقيع والانضمام والمصادقة على الاتفاقية المعدلة لاتفاقية " تبادل الإعفاءات من الضرائب الجمركية، والضرائب على نشاطات ومعدات الناقل الجوي العربي " لما لها من فوائد ومكتسبات للناقل الجوي العربي تدعم انشطة هذه الناقلات".

 وشدد سيادته، على ضرورة الاستمرار في الحرص على التنسيق الدائم والمستمر لدعم تشغيل الناقلات الجوية العربية، بما في ذلك الانضمام الى الاتفاقيات والبروتوكولات الدولية التي من شأنها أن تدعم وضع الأطر القانونية التي تسهم في نمو هذا التشغيل، وتعزيز التعاون والتكامل بين الناقلات الجوية العربية من حيث التدريب، التكوين والتوظيف، والاستخدام الامثل للمكتسبات المتوفرة بشكل عام.

وأوضح سعادته، انه يجري الان التنسيق لعقد مؤتمر دولي رفيع المستوى بشأن جائحة فيروس كورونا، شهر أكتوبر المقبل يتمحور حول جهود التعافي الاقتصادي في قطاع الطيران، السلامة والتسهيلات، املا ان يسهم هذا الاجتماع في توحيد المواقف والرؤى حفاظا على مصالح دولنا عامة وعلى مصالح الناقلات العربية خاصة.

في نهاية كلمته، هنأ سعادة المدير العام المشاركين في الاجتماع بالسنة الجديدة 2021 متمنيا ان تعم فيها البركة والأمن والأمان وموفور الصحة والعافية والازدهار لكل أوطاننا، داعيا العلي القدير ان يرفع عنا هذا البلاء في أقرب وقت وان يعود نشاط الحركة الجوية للانتعاش مجددا.